مقدمه يوسف ندا
   
 
بسم الله الرحمن الرحيم
مفدمة يوسف ندا في كتاب من داخل الاخوان المسلمين

هذا كتاب وثائقي اردت منه ان يعكس بعض احداث مررت بها وبعض فكر عشت من اجله ,ولعل من يقرؤه يري فيه خظا فيتجنبه , او بناء لم يكتمل فيكمله , وقد مارست الزراعه والتجاره والصناعه والعقار والتعليم والصحه والنقل البري والبحري والبنوك, وبلغ حجم اعمالي في بعض المراحل عده مليارات من الدولارات, و لم يكن مما مارسته او بلغته هدفا لي , ولكن كانت وسائل استعنت بها لابلغ الرساله.
كنت اهبط الي الصفر واعود فابدا من الصفر. وكلما تنامت رحله الصعود ياتي الحصار فاما يفرض علي الانحسار او اضطر للهروب واعود الي الصفراو تحت الصفر.
لم اعرف الياس او اقابله ولم اعدم الامل, ولم يشلني الفشل ,وايا كانت المصاعب التي واجهتها فقد كنت اعتبرها موجات تختبر ايماني فالوذ به حتي تنحسر.
وكلما هدموا علي صرحا كنت قد بنيته فمت من تحت الاتقاض اتفض الغبار واستعين الله وابدا مره اخري ببناء غيره


انا لم احترف الكتابه ولم يكن في حياتي متسع لاكتب و كل ما استطعت ان اكتيه كان في تسعينيات القرن الماضي ووهو ثلاثه كتب و اثنان منها كتبتهم بتوجيه من زعيمي اليمن الصامتين الصالحين ابة مصعب محمد اليدومي وياسين عبد العزيز . الكتاب الاول عام 1994 وهو بحث تاريخي وجغرافي عن الحدود الجغرافيه الدوليه لليمن كتبته باللغه الالنجليزيه واهديته للدوله ولم ينشر و,واعتمدوا عيليه في مفاوضات ترسيم الحدود مع السعوديه, والكتاب الثاني عن السياده والوضع القانوني للجزر في جنوب البحر الاحمر, كنبناه سويا بالانجليزيه انا وجان دومينيكو بيكو الذي شغل منصب رئيس المكتب السياسي لامين عام هيئه الامم المتحده جاتفير بيريز دي كوليير ,واهديته لرئيس اليمن في ذلك الوقت علي عبد الله صالح , وبتوجيه من نفس الاخوه , وبناء علي ما جاء فيه ربحت اليمن قضيتها ضد ارتيريا في التحكيم الدولي علي جزر حنيش وصقر,ونشر عام 1996, والكتاب الثالث تمويل المشاريع وهو جزءان الاول تمويل المشاريع بالوضع المتداول وكتب بالانجليزيه وتشر عام 1996 , والثاني حسب النظم الاسلاميه, وهاجمتني الاحداث فلم اكمله, وكثير من مسواداته موجوده ولعلني افعل ان كان في العمر بقيه.
انا لا اجامل اصدقائي من الاخوان عندما اشعر انهم لا يستحقون الصداقه دولا كانوا او اباطره فالجماعه الان في شبابها تسعي لارضاء الصالح وهدايه الطالح,وتسعي للصداقه والرضا وتتجنب العداء والهجاء, اما انا فكهل يجهر بما يعتقده .خصوصا وانني الان ليس لي صفه اداريه او تنظيميه في الجماعه, وليس من العدل ان تتحمل ملايينها مسؤليه افكار لم تقررها قياداتها.

ان افضل ما اعتز به بعد ديني واسلامي امران

الاول هو المتعلق بانتسابي لجماعه الاخوان المسلمين,ورحم الله كل من ساعدني لانتسب لهم وزاد من حسناتهم وغفر لهم واحسن مثواهم واحقني بهم فقد سبقوني بالايمان وسبقوني جميعا الي الله.
الثاني ما وجهني اليه قيادات الاخوان المسلمين للتحرك في اصلاح ذات البين بين المسلمين.

وفي هذا السبيل كنت استلهم افكارا تستقطب الاطراف لتؤدي الي صلح او الي مصلحه او تمنع حربا او تتفادي مجزره او تؤدي الي تقاهم او تمنع تفاقما او توقف مظلمه او تعين علي مكرمه. ولم يشغلني ظلم ظالم ولكن همني نصره المظلوم. لم يستدرجني احد لمبارزه المتنطعين ولم انثني عما اقتنعت به عن يقين.
لم اتحدث من قبل عما كنت افعل ,ولكن عندما بلغت الثانيه والثمانين من عمري , وبعد ان تناولت صحف وتليفيزيونات العالم شخصي بقصص قليل منه الصحيح وكثير منه خيال او كذب قررت ان ان اتحدث ليس دفاعا ولا فخرا ولا استعراضا ولكن قصدت امور منها

1- تسجيل تاريخي لا لبعض ما فعلته ولكن لبعض ما وجهني لفعله مرشدوا جماعه الاخوان المسلمسن الواحد تلو الاخر . ورغم اني قررت ان اكتب واتحدث الا اني لا استطيع البوح باشياء كثيره يجب ان تذهب معي الي القبر ليس لاسباب شخصيه وانما لان البوح بها قد يؤدي لقلب ما اردت ان يكون ايجابيا الي سلبي.

2- ان احرك الجمود عل الموجود في الفكر المتوارث عند الاخوان لا لهدمه ولكن للبناء عليه,وحسبي الا بستطيع متنطع ان يدعي اني ليس من الاخوان المسلمين وهو منهم , او ان الاخوان قال عنهم امامهم انهم سلفيون او صوفيون ويبني علي هذا القول نظريه وهميه ما اراد قائلها الامام البنا ولا عاش او فكر بها,خلاصتها انهم يجب ان يتوقفوا هناك حيث كانوا . ولكن الامام الشهيد حسن البنا كان في تنظيره وعمله وجهاده وسيرته اوضخ تفسير للمعني بان هذا كان تراثنا الذي يجب ان نقدره ونحترمه ونبني عليه ونتخطاه ولا نتجمد عنده -تماما كما فعل الاسلام عندما جاء تخطي وبني علي ابراهيم وموسي وعيسي ولم يتجمد هناك ولم يستدرج ما تحول اليه تابعوهم من شيع واحزاب وامم واسباط بلعن بعضهم بعضا. وكثرت مزاميرهم وتنوعت اناجليهم وصوامعم وبيعهم.

لقد كرمنا الله بنعمه العقل , وعندما اعطاه لنا لم يمنعنا من استعماله بل امرنا بذلك وقال افلا تتفكرون افلا تتدبرون افلا تعقلون افلا ينظرون .....علم الانسان ما لم يعلم ... فهلا نتبع اونتوقف عند من كانوا يفعلون ذلك حتي القرن الثالث الهجري ونستعير عقولهم ونظرهم وفكرهم وتدبيرهم لنستعملها في غير عصرهم؟
ورحم الله من علومونا ان الاخوان المسلمين يجب الا يقتصر جهدهم علي هدم الباطل ولكن عليهم ان بناء الحق, وليس فقط درء المفسده بل ايضا جلب المصلحه .
والله يهدي من يشاء الي سواء السبيل

..يوسف ندا 2012


«« عوده الي ركن القارئ العربي